الصفحة الرئيسية

الجمعة، 19 نوفمبر 2010

إستغماية

 
 
في قديم الزمان حيث لم يكن على الأرض بشر بعد . كانت الفضائل والرذائل تطوف العالم معا ، وتشعر الملل الشديد . ذات يوم وحل لمشكلة الملل المستعصية اقترح
الإبداع لعبة أسماها الإستغماية أو الطميمة , وأحب الجميع الفكرة .
فصرخ الجنون قائلا أريد أن أبدأ ............ أريد أن أبدأ..........
أنا من سيغمض عينيه ويبدأ العد وأنتم عليكم الاختباء ، ثم اتكأ بمرفقيه على شجرة وبدأ العد ..... واحد ........ اثنان......... ثلاثة ......الخ
وبدأت الرذائل والفضائل بالإختباء .
وجدت الرقة مكانا لها فوق القمر ، وأخفت الخيانة نفسها في كومة من الزبالة . ودلف الولع بين الغيوم، ومضى الشوق إلى باطن الأرض .
أما الكذب فقال بصوت عال: سأخفي نفسي تحت الحجارة ثم توجه إلى قاع البحيرة. مازال الجنون مستمرا تسع وسبعون ثمانون......... الخ
خلال ذلك أتمت الرذائل والفضائل تخفيها ما عدا الحب . كعادته لم يكن صاحب قرار وبالتالي لم يقرر أين يختفي.
وتابع الجنون خمس وتسعون ست وتسعون............ وقبل أن ينتهي من العد قفز الحب إلى شجيرة ورد ليختفي فيها.
أكمل الجنون العد وصاح أنا آت إليكم..... كان الكسل أول من انكشف لأنه لم يبذل أي جهد في إخفاء نفسه. ثم ظهرت الرقة المختفية في القمر ... وبعدها خرج الكذب من قاع البحيرة مقطوع النفس . وأشار على الشوق أن يرجع من باطن الأرض . وجدهم الجنون جميعا واحدا تلو الآخر، ماعدا الحب ، كاد يصاب بالإحباط واليأس في البحث عنه ، حين اقترب منه الحسد وهمس في أذنه . الحب مختبأ في شجيرة الورد . التقط الجنون شوكة خفيفة أشبه برمح , وراح يطعن الشجرة المسكينة بشكل طائش . ولم يتوقف إلا عندما سمع صوت بكاء يمزق القلوب , وظهر الحب وهو يحجب عينيه والدم يقطر من بين أصابعه صاح الجنون نادما ياإلهي ماذا فعلت ماذا أفعل كي أصلح غلطتي بعد أن أفقدتك البصر . أجابه الحب لن تستطيع إعادة النظر لي ولكن لازال هناك ماتستطيع فعله لأجلي ...... كن دليلي ....... وهذا ما حصل .
من ذلك اليوم يمضي الحب الأعمى يقوده الجنون ...............................؟

هناك تعليق واحد:

Omar Elasy يقول...

قصة روعة روعة روعة جدا